بيان مركز الدراسات الإشتراكية – كردستان، حول مسرحية الإستفتاء في كردستان!
كان الإشتراكيون الثوريين و على مدى التأريخ، معاضدين لحق تقرير المصير للشعوب. و أمست هذه إحدى المباديء التي تُميز الإشتراكيين، إن الفكر و الموقف و العمل الماركسي الأصيل، منذ عهد ماركس و إنجلس (في القرن التاسع عشر) و مروراً بمقالات و نظريات لينين و البلاشفة بصدد حق الأمم في تحديد مصائرها و تطبيقها (في مستهل القرن العشرين) لهي نقطة مضيئة و غنية للإشتراكيين في العالم أجمع وفي كُردستان على وجه التخصيص. و تُشكل خلفية تأريخية و تجربة مهمة لتُتيحا فرصة إمكانية التعبير عن المواقف الثورية و الأصيلة تجاه مسألة الإستفتاء في كُردستان.
في حين أن كُردستان الجنوبية غارقة في أزمات إقتصادية و سياسية و إدارية والتي يتم إدارتها منذ الربع الأخيرمن القرن الماضي من قبل الحزبين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكُردستاني و الإتحاد الوطني الكُردستاني) بصورة ميليشاوية و أُسروية و تقاليدية ومازالا مستمرين في إدارتها. وهما بصفتهما ممثلين عن البرجوازية فقد تسلطا و أصبحا عائقاً أمام النمو الإقتصادي و السياسي و التغير الإجتماعي و الرفاهية لجماهير كُردستانز
في مواجهة هذه الظروف الغير المستقرة و المُتأزمة و الفوضى التي تجتاح كُردستان و الشرق الأوسط، يعتزم الحزب الديمقراطي الكُردستاني و بموازاته الإتحاد الوطني الكُردستاني و الأحزاب الإسلامية و بمؤازرة أو إنعدام المواقف من قبل الجهات الأخرى، أو الأصح القول الموقف الديماغوجي و الإصلاحي للجهات الأخرى وللخروج من الأزمة الواقعة فيها، الإقدام على عرض مسرحية و كاريكاتير الإستفتاء. و ذلك من أجل إخماد نيران الغضب و التنفر الطبقي لجماهير العمال و الكادحين و التي ظهرت جراء سياسات تلك الأحزاب، عن طريق هذه المسرحية المزيفة.
في نفس الوقت الذي يعلن فيه الحزب الحاكم في كُردستان الجنوبية عن قرار الإستفتاء و (كما يقولون) على أساسٍ قوميٍ وإعلان إستقلال منطقة نفوذه، هذه القوة البرجوازية القومية هي حليفة مُحتلِي و مُضطَهٍدي الأجزاء الأخرى من كُردستان و يقف في الجبهة المناهضة لحقوق القومية التي يريد أن يجعل منها سلعة يُلبسها رداء دولة و يُعادي نضالات كُردستان في الأجزاء الأخرى بصورة علنية، وخصوصاً في كثردستان الشمالية و الغربية. في حين نعلم جميعاً بأن النضال في تلك الجزءين وصل إلى مرحلة جيدة وأنهما يملكان قاعدة نضالية جماهيرية متقدمة. هذه هي تناقضات البرجوازية- القومية الكُردية التي يتحدثون عنها في الوقت الراهن.
بصورة عامة نحن نؤمن في كون الإستفتاء كعملية جماهيرية و ديمقراطية و إستطلاعاً للآراء. هي حقٌ مطلق لأي قومية تقرر البقاء أو الإنفصال مع دولة أو قومية أخرى، ولكن من أجل أن يكون هذا الإستفتاء هو التعبير الديمقراطي المباشر للجماهير، يجب أن يكون المشاركين في العملية واثقين من توفر الأسس الديمقراطية في المكان الذي يعيشون فيه. فمن المستحيل إصدار قرار بشأن عملية ديمقراطية مباشرة بطريقة غير ديمقراطية وأن يتم إجراؤها في ظل حكومة قمعية وعديمة الديمقراطية. هذه تُشكل إستهتاراً بمطالب الجماهير و إنتقاصاً لقيمة الإستفتاء كعملية ديمقراطية. وخصوصا في إقليمِ تُشكل غالبية ساكنيها شهوداً على كون القوة التي تدعو الآن إلى الإحتكام لرأي الجماهير أقدمت على توصيد أبواب تلك المؤسسة التي يزعمون بكونها المعبرة رأي الجماهير و هي مُحصِلة التصويت و العملية الديمقراطية: وهي “البرلمان”. وهي الجهة التي تتباهى بها البرجوازية في العالم بأسره. لذا في ظل ظروفٍ كهذه، فإن المطالبة بالإنفصال و الإستقلال والتي هي وبالضد من كل المباديء الديمقراطية المباشرة نادت بها الحُكام قبل الجماهير! هي ليست بمطالبة ديمقراطية جماهيرية مباشرة. فالجماهير التي تُقمع و تُغتال و تُعتقل على أبسط حقوقها البدائية، الجماهير التي تُعطل عن العمل و تُقتطع رواتبها ، لايمكن أن تُشكِلَ المطالبة بالإنفصال مطلباً آنيا و مُلحا لها. بل و ستُقدِم معركتها في جبهة نيل حقوقها الأولية في الحياة على معركتها في جبهة الإنفصال القومي الغامضة المعالم. وفيما يتعلق بالإستقلال فإنها فالبدء ستُحاول الإنفصال عن طبقتها المُستغٍلة الخاصة بها و من بعدها فإن نفس الجماهير ستُقرر مصيرها بنفسها و تُسلِخ عن جسدها كل السلطات المُستبِدة.
نحن نشدد على أن مسألة الإنفصال أو التعايش مع بلد آخر أو قومية أخرى، هي حقٌ أولي للجماهير و نُساند هذا النضال بكافة الأشكال. و لكن بشرط أن تكون الجماهير هي صاحبة الشأن في هذا الخلاص و أن تكون هي المُستفيدة فيها. وبينما تحتكر السلطة البرجوازية القومية الكُردية في كُردستان كافة مفاصل السلطة و الحياة الإجتماعية للشعب تاركة الجماهير وراءها في حالة من الإنقياد والحرمان من الحياة و المستقبل، فليس مأمولاً من ذلك الإستفتاء الذي تدعو اليه مثل تلك السلطة أن يُمثل تعبيراً عن المطلب الحقيقي للشعب، بل أنهم يريدون به أن يضعوا عاقبة كل المآسي التي تسببوا فيها على عاتق تعايش جماهير كُردستان مع بقية المكونات في العراق. ولذا فإنهم صوروا الإنفصال في هيئة الجنة الموعودة الضامنة للتخلص من المآسي.
نحن في مركز الدراسات الإشتراكية – كُردستان، ندعم ونُساند جماهير الشعوب الكُردستانية لتقرير مصيرها في الأجزاء الأربعة وصولاً إلى الإستقلال و تأسيس الدولة المُستقلة. وفي نفس الوقت يجب أن تعلم جماهير كُردستان جيداً، بأن التقسيم والإحتلال هو نتاج سياسة القوى الإمبريالية و هي سياسة لاتزال مُستمرة، و لهذا فعلى جماهير كُردستان أن لا تُربط أي من مطالبها و حقوقها بمساعي الخير و معونة القوى العظمى العالمية من جهة ، و من جهة أخرى أن لا تثق في مخادعات هذه السلطة التي تدعي بأنها تنتظر الضوء الأخضر من القوى العظمى من أجل الإنفصال. وفي الحقيقة جرت الإدماج و التقسيم على أيدهم. و لهذا فإن مثلث النضال من أجل خلاص و تحرر كُردستان عبارة عن الكفاح من أجل : 1) التخلص من أي قوة أو إيديولوجية داخل القومية نفسها، أي في داخل كُردستان، والتي تُشكل عراقيل أمام أعلى مستويات الحياة للجماهير و تمارس الإستبداد ضد شعبها. 2) التخلص من الحكام الذين يحكمون تلك الدول (تركيا، إيران، العراق و سوريا) التي قُسٍمت كُردستان عليهم (بعيداً عن تؤدي هذه النقطة إلى إثارة نزاعٍ قوميٍ بين جماهير القوميتين، لأن هذا النضال هو ضد الحُكام الذين يضطهدون جماهير كُردستان تحت شعار قومية أخرى ). 3) التخلص من هيمنة الإمبريالية التي تُحقق دوماً مصالحها في هذه المنطقة و تعمل عن طريق حروبها البربرية على تخريب أرض و هواء و بيئة هذه المنطقة.
و لهذا السبب فإن في ضوء الظروف السائدة في الشرق الأوسط، هذا النمط من الإستفتاء و في ظل السلطة في كُردستان الجنوبية لا نعتبره حلاً، و نرى فيه إنه سيأجج الصراعات بين القوميات و يقوض الوحدة بين العمال و يؤدي إلى خسوفٍ في الحالة المعيشية للناس و تضييق للديمقراطية أكثر فأكثر. و ستعزز من القمع و السلطة الإستبدادية الفردية و الديكتاتورية. و ستصب هذه في مصلحة القوى الإمبريالية و المحلية والبرجوازية .
اليوم و في عصر العولمةالرأسمالية، فإن سبيل الخلاص من الإستغلال الطبقي و القومي و الديني و العنصري، و لمنع تدمير و سلب البيئة و الحضارة و … الخ. في العالم بأسره.لابد من إبادة الأوهام القومية و السوق الحرة و “المتحررية الجدد – Newlibralism” و كذلك سلطة عالم رجالت الدين الوهمية. وإقامة عالم التعايش الحرو كسب الحرية و المساواة مع العدالة الإجتماعية.
مركز الدراسات الإشتراكية – كردستان
٢٠/٧/٢٠١٧
احىى موقفكم الاشتراكى الثورى من قضيه الاستفتاء على استقلال ردستان عن العراق انه موقف سليم نظريا مهما اختلف عليه بعض الاشتاكيين الانتهازيين من الوطنيين والقوميين ,انه يذكرنى بموق وزا لوكمبورج من حق تقير المصير لبولونيا والذى كافحت ضدة لانة سيصب فى مصلحه البرجوازيه البولونيه التابعه لالمانيا ان ذاك ولم يدافع عن موقفها غير يون تروتسكى لتفهمه تازم وضعف الطبقه العامله البولونيه .